آخر الأخبار والأنباء العاجلة وكل ما يهم المستخدم العربي

ذكرى ثورة يناير.. استعراض عضلات ناجح للدولة وغياب تام لقدرة الإخوان على الحشد

حول التدوينة: الاثنين, يناير 25, 2016 0 التعليقات
ذكري ثورة 25 يناير


كشف المركز المصري لبحوث الرأي العام "بصيرة" أن نسبة 68 % من المصريين يرون أن أحوال البلد بصورة عامة الآن أفضل من أحوالها قبل ثورة يناير.
دراسة المركز جاءت اليوم بالتوازي مع حالة الاستنفار الأمني الكبير الذي أعلنته قوات الجيش والشرطة، حيث شددت عمليات تأمين الميادين والمنشآت العامة، فيما احتفل العشرات بالذكرى الخامسة لثورة يناير في مختلف ميادين مصر وأبرزها التحرير بالقاهرة والقائد إبراهيم بالاسكندرية، واختفت بشكل واضح تظاهرات الإخوان المسلمين بعدما دعت أذرع الجماعة المختلفة للحشد في مواجهة الدولة وإطلاق ما أسموها "ثورة يناير 2016"  والتي وصلت درجة ترقب الدولة المصرية لها إلى تحذير الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بنفسه وفي خطاب عام في ذكرى المولد النبوي قبل نحو قرابة شهر من الدعوات التي تنادي بثورة جديدة.
شوارع القاهرة بدت في يوم الاحتفال بذكرى يناير شبه خاليه من الماره، حيث قلت بشكل ملحوظ الكثافة المرورية المعتادة، فيما قبع الموظفون في منازلهم لاعتبار اليوم إجازة رسمية، فضلا عن سوء الأحوال الجوية التي وصلت بدرجات الحرارة بالعاصمة المصرية إلى مستوى متدن على غير المعتاد فيما ازدات درجات الحرارة تراجعا في المناطق الساحلية وشمال سيناء.
قوات الأمن المصري التي لم تهدأ صافراتها على مدار اليوم في وسط العاصمة، بدت تارة في ثوب المحتفل بتوزيع الورود والشيكولاته على المارة، وتارة أخرى في ثوب المتربص حماية للمنشآت العامة، والمترقب لعدو بدا لهم أنه لن يأتي، فيما واصل قادة الأجهزة الأمنية المختلفة المرور على الخدمات في مناطق التمركزات التي غطت كل أنحاء البلاد ما بين تواجد لقوات الجيش والشرطة.
وبشكل متصل، واصلت قوات الأمن ضرباتها الاستباقية للمناطق المختلفة التي تمثل أوكارا للمتطرفين ففي كرداسة وجهت قوات الامن ضربة موجعة لعدد من المتطرفين حيث قامت القوات الأمنية بمديرية أمن الجيزة بضربة استباقية للعناصر الإرهابية التي خططت لاستهداف منشآت الدولة، تزامنا مع الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، وذلك بناء على ما كشفته تحريات جهاز الأمن الوطنى عن خليتين إرهابيتين بمنطقة كرداسة يتزعم إحداها عضو التحرك المسلح بمنطقة كرداسة.
وبناء على تلك المعلومات خرجت قوة أمنية مدعمة بتشكيلات مسلحة وقوات خاصة لمكان تواجده بكفر حكيم بكرداسة، وفور وصولها حدثت اشتباكات بين الطرفين، تمكنت خلالها القوات من قتل الإرهابي بثلاث طلقات متفرقة فى الجسد أودت بحياته، كما تم القبض على خلية إرهابية أخرى بمنطقة كرداسة وضبط مخزن للمواد المتفجرة و يديره 10 أشخاص وفي مدينة السادس من أكتوبر نجحت قوات الأمن كذلك في مداهمة أحد الشقق السكنية المستأجرة و تصفية عنصرين إرهابيين، والمتهمان شقيقان استأجرا شقة للتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية، والتحريات تكشف علاقتهما بانفجار الهرم.
ذكرى يناير الخامسة مرت بهدوء
الذكرى الخامسة لثورة يناير جددت الجدل حول تحقيقها لأهدافها، وأكد السفير البريطاني بمصر جون كاسن أن ثورة يناير فى 2011 "أنتجت أبطالا لا يعرفون الخوف وعلموا الغرب دروسا مهمة وأظهروا لهم أن المصريين أنفسهم يستطيعون، لكن التحدي الأكبر هو كيف يمكنهم تحويل رؤية الثورة إلى تغيير دائم وعميق كما في 2011"، مشددا على أن المستقبل ما زال في يد الشعب المصري.
أما قادة الأحزاب التي تشكلت بعد ثورة يناير، فاختلفت فيما بينها حول تحقق اهداف الثورة، فرئيس حزب الكرامة المهندس محمد سامي قال إنه لم يتحقق من أهداف ثورة 25 يناير سوى جزء بسيط متعلق بتطبيق الحد الأدنى للأجور، لافتا إلى أن باقي المطالب خاصة فيما يتعلق فى مجال الحريات العامة مايزال لم يحقق حتى الوقت الراهن، وأن العذر الوحيد لعدم تحقيق باقي أهداف الثورة هو الإرهاب وتوغل عناصر إرهابية إلى قلب العاصمة.
أما المستشار السياسي لحزب التحالف الشعبى وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، عبد الغفار شكر، فاعتبر أن "أهداف ثورة 25 يناير ممثلة فى التخلص من التحول من النظام السلطوي والعيش والحرية والكرامة الانسانية لم تتحقق حتى الآن، وذلك بسبب سوء إدارة البلاد في مرحلة ما بعد تنحى مبارك، مما أدى لتمكن الإخوان وسرقة الثورة علاوة على تأثير الإرهاب بعد ثورة 30 يونيو"، معتبرا أن "أهم ما تحقق من أهداف 25 يناير هو أن الشعب المصري رفع الوصاية عن نفسه، وسيعود الشعب المصري ليساعد ثورة يناير فى تحقيق مسيرتها حتى وإن كان من خلال الأطر الحالية ممثلة فى برلمان وسلطة".
ذكرى يناير الخامسة خلصت لعدة حقائق أولها استعادة الدولة لقوتها في مواجهة تهديدات جماعة الإخوان بشكل شبه كامل، وترسيخ فقدان الجماعة للقدرة على الحشد وسط حالة الصراع التي تسيطر على قادتها في الداخل والخارج، وسعي الدولة المصرية لتأكيد تقديرها الكامل لثورة الخامس والعشرين من يناير وسط موجة متكررة من الإساءة للثورة ورموزها، وذلك من خلال خطاب الرئيس عشية الذكرى الخامسة الذي أكد خلاله على أن ثورة يناير ثورة عظيمة ضخ من استشهدوا خلالها بدمائهم الذكية في عروق الوطن فجددوا شبابه وقدرته على التنمية، وأن ثورة الثلاثين من يونيو جاءت كموجة ثورية تصحيحية لثورة يناير بعد أن حادت عن اتجاهها الصحيح بعدما اختطفتها جماعة تريد تحقيق أغراضها دون حاجات الوطن، فضلا عن تبشير السلطة بالإفراج عن نحو 500 شاب من السجناء في القضايا المختلفة في محاولة لتقريبهم من الدولة من جديد كجزء ثان من حركة إفراجات تبنتها الرئاسة.
ثورة يناير ثورة مصرية خالصة بدأت مبكرا وبقيت محاولات تحقيق أهدافها مستمرة وإن نال البعض ممن انتسبوا لها فالفكرة تحيا وتبقى، وإن لم تحقق تلك الثورة شيئا سوى إفساد مخططات التوريث السياسي للسلطة، وتنقية الدولة بشكل أو بآخر من رموز الفساد السياسي، فذاك يكفي مؤقتا.
إيهاب نافع
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

All Rights Reserved by خليك متابع © 2014 - 2015